وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي

  

 في الفترة الأخيرة وجدت نفسي مخيراً بين أن أقدم الأولويات في خدمة ذوي القربى أو أن أقدم حظ نفسي وأهتم بأموري الشخصية.

وفي لحظة قمت بتجريد نفسي تجريد كلياً من هواها وإذ بي أستذكر الحديث النبوي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي).

وكنت قد تحدثت مع نفسي أو بالأصح كانت تحدثني نفسي بثقل ما سأواجه من أمور ستزيد من رفع الضغط ومن العصبية ومن رسم ملامح المجاملات على وجهي والتي سأنال بسببها الرضى والدعاء معاً في حال أنني رضيت بتقديم الأولويات على حساب أهوائي وما أتوق له من ممارسة للرياضة أو الاستئناس مع الأصدقاء في المقاهي أو المراكز التجارية “المولات”

فأيقنت بأنني قد أطلقت عنان نفسي وسلمتها لهواها في بادي الأمر والتي بالفعل حجبت عني استدراك معنى “أولوية” وأحقيتها لمن وما هو ثوابها إذا فُعلت بالشكل الصحيح، إذ أنني بالفعل أطلقت عليها هذا المسمى الذي كان معناه مغيباً عن بالي وأنه: الأسبقية والأفضلية.

فسبحان الله، وصل الله وسلم على صاحب الحديث سيدنا محمد الذي عندما تعيش مفهومه من الحديث تنعكس لديك الأمور، فلم تتطرق نفسي لعملية المفاضلة بين الأولويات وبين حظ النفس “وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي”، فوجدتُ المتعة الحقيقية في خدمة من هم أهلٌ لأقدم لهم نفسي خادماً، أدام الله لهم الصحة والعافية، فلهم السبق والفضل.

ألا يا نفسُ وَيحَكِ كمْ تَوَاني = وكمْ طُولِ اغترارٍ بالمُحالِ

وكمْ شُغلٍ بما لاخير فِيهِ = وكمْ حِرصٍ على شرفٍ ومالِ

وكمْ سهوٍ وكمْ لهوٍ وهزلٍ = وكمْ ميلٍ إلى دار الزوالِ

وقد صادفت موقفاً أذكر أن أحد الأصدقاء تذمر من كثرة اعتذاري المتواصل عن مقابلته أو الذهاب للسينما أو لعب “البلايستيشن” في الوقت الذي كنت فيه مشغولاً مع من هم أهلٌ لقضاء الوقت معهم، وقد كان يقول لي بنبرة غاضبة :- “انت سواق انت؟! مافي أحد غيرك كل يوم انت كل يوم، ياخي أرمي لهم أي عذر”، وكان جوابي بعيدا كل البعد عن المثالية:- “نعم، ونِعم السواق وإن كان و وجد البديل فأنا لآزال رهن اشارتهم”.

ومع هذا نحن مازلنا مقصرين اتجاه أهالينا من الوالدين والأعمام والأخوال والعمات والخالات حتى مع أولادهم وبناتهم فالكل يدخل داخل دائرة “خيركم لأهله”

خاتمة

 “أهلي وإن ضنّوا عليَّ كرامُ”

تحياتي 

عمر بن يحيى الجفري

5 comments

  1. I’m currently asking myself how many people of this generation would think of things the same way that you do, and I’m having troubles imagining they even exist. You’re good, you’re rare.

    Liked by 1 person

    1. Just put yourself in their position, what would you ask for ?? You’ll ask for love and only love .. so love them to be loved later on by your children and ppl around you as well .. we are humans at the end, we do bad things but the good in this that we can fix what we did by a simple behaviors or words

      Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s